السويداء تحت الحصار الإنساني: منع المساعدات وتفاقم الأزمة

السويداء | أحوال ميديا
في مشهد يعكس تعقيدات المشهد السوري، أقدمت مجموعات مسلّحة تابعة لما يُعرف بـ”هيئة تحرير الشام” بقيادة الجولاني، اليوم صباحاً ، على منع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى محافظة السويداء عبر طريق دمشق – السويداء، ما أدى إلى إجبار القوافل على العودة نحو العاصمة، وسط حالة من الغضب الشعبي والقلق الدولي.
السويداء، المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، تعاني منذ سنوات من تهميش اقتصادي وأمني، وتفاقمت أوضاعها مؤخرًا بسبب الحصار غير الرسمي الذي فرضته مجموعات مسلّحة تسيطر على الطرق الحيوية المؤدية إليها. هذه المجموعات، التي لا تخضع لسلطة الدولة، أوقفت قوافل الإغاثة التي كانت تحمل مساعدات غذائية وطبية، ما أدى إلى توقف حركة المساعدات بشكل كامل. حيث لازالت المحافظة تعاني منذ أكثر من ٣ أشهر نقص حاد في المواد الأساسية و المستشفيات تعاني من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والأسواق تشهد ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار.
مع تزايد حالات سوء التغذية خاصة بين الأطفال وكبار السن، نتيجة انقطاع الإمدادات الغذائية.
مع انعدام الثقة بالجهات الرسمية إذ يرى السكان أن سلطة الأمر الواقع في دمشق تحاصرهم وتمنع تأمين أبسط حقوقهم، ما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي.
الى ذلك فقد أدى منع دخول شاحنات الطحين إلى توقف الأفران في المحافظة عن العمل، حيث أن قوات السلطة الإرهابية تمنع دخول القوافل المحملة بالمواد الغذائية والإغاثية إلى محافظة السويداء وتجبرها على العودة إلى دمشق.
وفي الأشهر الماضية شهدت محافظة السويداء احتجاجات شعبية تطالب بفك الحصار وضمان وصول المساعدات، وسط دعوات لتدخل دولي عاجل.
وأعربت منظمات إنسانية عديدة عن قلقها البالغ، ودعت إلى ضمان ممرات آمنة للمساعدات، بعيدًا عن التجاذبات العسكرية والسياسية.
حيث أن منع المساعدات لا يُعد فقط انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، بل هو مؤشر خطير على تفكك السيطرة المركزية في سوريا، وتحول بعض المناطق إلى رهائن بيد جماعات مسلّحة. إن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وصول الإغاثة، وإعادة الاعتبار لحقوق المدنيين في الحياة والكرامة.



